معاناة المرأة في سوريا
منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011، عانت المرأة السورية من ويلات الحرب وما تبعها من تداعيات إنسانية واجتماعية واقتصادية أثّرت بشكل كبير على حياتها اليومية ودورها في المجتمع. فقد وجدت نفسها في مواجهة تحديات قاسية، بدءًا من فقدان المأوى والأمان، وصولًا إلى التهجير القسري والعنف والاستغلال.
الحرب والتهجير
أجبرت الحرب ملايين النساء على النزوح من منازلهن إلى أماكن أكثر أمانًا داخل سوريا أو إلى دول الجوار. وفي كثير من الحالات، كانت المرأة هي المعيل الوحيد للأسرة بعد فقدان الزوج أو الأب أو الأخ. هذا الواقع فرض عليها
مسؤوليات جديدة تفوق طاقتها، في ظل غياب الدعم الكافي من المؤسسات الإنسانية أو الدولية.
العنف القائم على النوع الاجتماعي
شهدت سنوات الحرب تزايدًا مقلقًا في حالات العنف القائم على النوع الاجتماعي، بما في ذلك الزواج القسري، والتحرش، والاعتداءات الجنسية، خاصة في مناطق النزاع ومخيمات اللاجئين. كثير من النساء تعرضن للاستغلال بسبب حاجتهن إلى المأوى أو الغذاء أو العلاج، ما جعلهن في وضع هشّ للغاية.
التحديات الاقتصادية والتعليمية
فقدت آلاف النساء وظائفهن، وحُرمت أخريات من فرص التعليم أو التدريب المهني بسبب الوضع الأمني أو العادات الاجتماعية. كما أن الفقر المدقع أجبر العديد من العائلات على تزويج بناتهن في سن مبكرة، ما زاد من معدلات الزواج المبكر والحرمان من التعليم.
الأمل في التغيير
رغم كل هذه التحديات، ظهرت نماذج مشرقة لنساء سوريات قاومن الواقع المرير، وأسسن مشاريع صغيرة، أو انخرطن في العمل الإنساني، أو واصلن تعليمهن رغم الظروف الصعبة. هؤلاء النسوة يمثلن الأمل في بناء مجتمع أكثر عدلاً ومساواة بعد انتهاء النزاع.